×
+963956695777

من هندسة الطيران إلى أعماق التاريخ.. الدكتور أحمد دلال رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة

advertisment

من هندسة الطيران إلى أعماق التاريخ.. الدكتور أحمد دلال رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة

مسيرة التفوق والتحدي

"كنت طالبا متفوقا، ومثل كل المجتمعات العربية، لابد للطالب المتفوق أن يدرس الطب أو الهندسة، وكان والدى باعتباره طبيبا يرغب فى أن أكمل مسيرته، ولكني فضلت دراسة الهندسة، وتفوقت فيها وتخرجت وعملت لمدة خمس سنوات فى مجال هندسة الطيران، ولكن خلال دراستى فى الجامعة الأمريكية فى بيروت، كان لدى شغف كبير بالتاريخ، وكنت احضر على هامش الدراسة محاضرات للدكتور «كمال صليبى»، وهو واحد من أهم المؤرخين اللبنانيين المعاصرين، وكان له تأثير كبير فى اهتمامي بالتاريخ، ووصلت لمرحلة أنه بعد مدة من العمل فى مجال الهندسة، كان لابد أن افكر فى المرحلة التالية، فاتخذت قرارا لم اندم عليه، وتحولت لدراسة التاريخ، وحاولت الجمع بين العلم ‎والتاريخ، فدرست تاريخ الفلك والطب، والحقول المعرفية المختلفة فى الثقافة الإسلامية، وكتبت عن علاقة العلم بالدين فى الثقافة الإسلامية" هكذا وصف الدكتور أحمد دلال مساره الأكاديمي والمهني لصحيفة الأهرام

الدكتور أحمد دلال هو الرئيس الثالث عشر للجامعة الأمريكية في القاهرة، وأول عربى أمريكى يتولى هذا المنصب الرفيع، وهو إلى جانب خبراته الاكاديمية والإدارية المعروفة، أستاذ بارز فى الدراسات الإسلامية، حيث قام بتدريسها فى الجامعة الأمريكية فى بيروت، وجامعة «ستانفورد»، وجامعة «ييل»، وكلية «سميث»، وجامعة «جورج تاون»، قبل أن يشغل سابقاً منصب وكيل الشئون الأكاديمية للجامعة الأمريكية فى بيروت.

 أحمد دلال هو المربي أولاً، والإداري ثانياً

يوضح دلال رؤيته ل Times Higher Education أن المواطن العالمي العادي يغير مهنته 12 مرة في حياته، منطلقاً من تجربته الشخصية على مفترق الطرق المهنية، مؤكدا أن أهم أولوياته منذ توليه منصب الرئيس الثالث عشر للجامعة قبل عامين هي إعداد الخريجين لمستقبل العمل.

يقول دلال: “نحن ندرك… أنه لم يعد تدريب الطلاب ومنحهم درجة علمية كافيا”. "يجب أن نكون قادرين على التدخل، وإعادة التدريب، وتوفير مؤهلات صغيرة من شأنها أن تساعد أولئك الذين تخرجوا ولكنهم يعملون في بيئة مختلفة."، يضيف دلال، الذي نشأ في لبنان خلال "فترة مضطربة"، إنهم يقدرون القيمة التي يجلبها التعليم، ولم يعتبروا ذلك أمرا مسلما به أبدا، قائلاً: "هناك أشخاص يولدون ببداية جيدة، لكن في حالتنا لم يكن ذلك متوقعا.. كنا بحاجة حقا إلى الانضباط، لقد قدرنا الفرص التي أتيحت لنا وتأكدنا من أننا حاولنا تحقيق أقصى استفادة منها"، ولدى تعقيبه عن تعدد مساراته الأكاديمية يخبر الدكتور أحمد: "لقد عرّضني هذا المزيج لأشياء لم أكن لأتعرض لها لو كنت في أحدهما أو الآخر". "إنه يمنحني منظورا جيدا عندما أتحدث إلى العائلات، وعندما أتحدث إلى الطلاب، ربما لم أكن لأحصل عليه لولا هذا الحادث." ويضيف: "أعتقد أن هذا ما يميزني عن الإداريين الآخرين، فأنا مدرس في أعماقي وأؤمن بالمهمة: تشكيل حياة الطلاب وإجراء أبحاث هادفة".

وعن مهامه الإدارية يقول دلال: "أنا أسمي الإدارة شراً لا بد منه". "يجب على شخص ما أن يقوم بذلك، ومن الأفضل أن يقدر الشخص الذي يقوم بذلك قيم المهمة التعليمية، بدلاً من أن يكون مجرد إداري."، إنها معركة تخوضها الجامعة الأمريكية بالقاهرة بشكل يومي – من خلال تقديم منحة دراسية جديدة تعتمد على المهارات والاحتياجات، وتوسيع نطاق برنامج المساعدات المالية، يقول دلال: "بعد توظيفهم وتزويدهم بالمساعدة المالية، علينا أن نخلق بيئة يمكنهم من خلالها النجاح"، التركيز الآخر بالنسبة له هو خدمة المجتمع؛ نجحت الجامعة مؤخرا في الحصول على بعض أكبر المنح في تاريخها للمشاريع -بما في ذلك المنحة التي تهدف إلى تدريب ملايين الطلاب عبر مراكز التدريب على التوظيف.

التأثير والإلهام

قصة ملهمة.. بمسارات متعددة؛ تروي قصة الدكتور أحمد دلال، رئيس الجامعة الأمريكية في القاهرة، مسارا ملهما يعكس قوة الإرادة والتحدي في مواجهة التقاليد والتوقعات الاجتماعية. تبدأ رحلته في قلب المجتمع العربي، حيث تتشكل مسيرته الأولى نحو عالم الهندسة، متجاوزًا رغبة والده في أن يتبع خطاه في الطب، يتفوق دلال في هندسة الطيران، يتخرج بتميز، ويعمل في هذا المجال لخمس سنوات. لكن شغفه الدفين بالتاريخ، الذي تأجج خلال دراسته بالجامعة الأمريكية في بيروت، يقوده إلى منعطف حاسم في حياته.

تحت تأثير الدكتور كمال صليبي، يتخذ دلال قرارا جريئا بتغيير مساره الأكاديمي والمهني، متحولا من مهندس طيران إلى باحث متميز في التاريخ والدراسات الإسلامية، يدرس تاريخ الفلك والطب ويغوص في أعماق الثقافة الإسلامية، مكتبًا عن العلاقة بين العلم والدين في هذه الثقافة العريقة.

تتوج هذه الرحلة بتوليه منصب رئيس الجامعة الأمريكية في القاهرة، حيث يصبح العربي الأمريكي الأول الذي يتولى هذا المنصب الرفيع، يجسد دلال في شخصيته المربي قبل الإداري، مؤمنًا برسالة تعليمية عميقة تعمل على تشكيل حياة الطلاب وإجراء أبحاث هادفة.

من خلال رؤيته الثاقبة وتجربته الغنية، يركز على إعداد الخريجين لمواجهة تحديات مستقبل العمل، ويعمل على توسيع برنامج التعليم المستمر بالجامعة، مواجها التحديات الاقتصادية والاجتماعية بحكمة وبصيرة. تعكس قصته قيمة الإصرار والتفاني في السعي وراء الشغف وتحقيق الذات، مما يجعلها مصدر إلهام للكثيرين.

مصدر الصورة: الأهرام

إضافة تعليق جديد

ضع إعلانك هنا
ضع إعلانك هنا
ضع إعلانك هنا
ضع إعلانك هنا