×
+963956695777

ما هي درجة الدكتوراه؟

advertisment
ما هي درجة الدكتوراه؟
 
الدكتوراه هي درجة بحثية وأعلى مستوى من الدرجات الأكاديمية التي يمكنك تحقيقها، يتراوح الوقت اللازم للحصول عليها عادةً بين الثلاث إلى أربع سنوات من العمل بدوام كامل لإنجاز أطروحة تقدم مساهمة حقيقية في مجالك.
 
قد يكون للدكتوراه معنى خيالي بعض الشيء، هل هي مخصصة فقط للعباقرة؟ هل يجب عليك اكتشاف شيء لا يصدق؟ هل تجعلك الدرجة أكاديمياً؟ وهل الدرجات البحثية العليا مُخصصة فقط للأشخاص الذين يرغبون في أن يكونوا أكاديميين؟
 
حتى أنّ مسمّى "دكتور في الفلسفة" غامض إلى درجةٍ ما، هل تصبح دكتوراً؟ نعم، ولكن ليس ذلك النوع من الأطباء، هل يجب عليك دراسة الفلسفة؟ لا (إلا إذا كنت ترغب في ذلك).
 
لذلك قبل المضي قُدماً، دعونا نشرح ما يعنيه فعلياً مصطلح 'دكتوراه'، وما هو تعريفها.
 
ما هي درجة الدكتوراه؟
تعني دكتوراه PHD "دكتور في الفلسفة"، وهي اختصار للمصطلح اللاتيني Philosophiae Doctor، تقليدياً لا يشير المصطلح "فلسفة" إلى المجال الذي تدرسه ولكن إلى معناه اليوناني الأصلي الذي يترجم بشكل تقريبي إلى "محبّ للحكمة".
 
ومن أجل التأهل للحصول عليها، يجب عليك إعداد بحث علمي يُسهم بشكل كبير في إثراء المعرفة في مجالك، وبذلك ستحصل على لقب "دكتور"، ومن هنا جاء الاسم.
 
إذاً هل الدكتوراه مختلفة عن الدكتوراه الفلسفية؟ لا، الدكتوراه الفلسفية هي نوع من الدكتوراه، حيث أنّها النوع الأكثر شيوعاً من الدكتوراه، وتُمنح في جميع التخصصات في الجامعات حول العالم، الأنواع الأخرى تكون غالباً أكثر تخصصاً أو لمشاريع أكثر عمليّة ومهنيّة.
 
باختصار جميع دكتوراه الفلسفة هي دكتوراه، ولكن ليست كل دكتوراه هي دكتوراه في الفلسفة.
 
هل تحتاج إلى الماجستير للحصول على دكتوراه؟
ليس بالضرورة، من الشائع بين الطلاب في الفنون والعلوم الإنسانية إكمال درجة الماجستير قبل البدء بالدكتوراه لاكتساب الخبرة ومعرفة تقنيات البحث العلمي، بينما الطلاب في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) قد لا يحتاجون إلى درجة الماجستير للقيام بدكتوراه لأنك ستحصل على تدريب في التقنيات المخبرية ومهارات أخرى خلال دراستك الجامعية.
 
تختلف الحاجة إلى درجة الماجستير من دولة إلى أخرى، فقد تَطلب الدكتوراه الأسترالية درجة ماجستير أيّ ما يُعادل سنة الإمتياز الخاصة بهم (حيث يعمل الطلاب على البحوث)، ومثلاً برامج الدكتوراه في الولايات المتحدة الأمريكية غالباً ما تتضمن درجة الماجستير.
 
أصل الدكتوراه
على الرغم من اسمها فإن الدكتوراه ليست درجة قديمة يونانية، بل إنها تطور أحدث بكثير، فقد تم تطوير الدكتوراه كما نعرفها اليوم في ألمانيا في القرن التاسع عشر جنباً إلى جنب مع الجامعات الحديثة للأبحاث، وقد كان تركيز التعليم العالي قديماً على إتقان جزء من المعرفة العلمية الموجود مسبقاً، وكانت أعلى رتبة أكاديمية متاحة آنذاك هي درجة الماجستير، لكن مع تحول التركيز إلى إنتاج المعرفة والأفكار الجديدة أكثر، تم إدخال درجة الدكتوراه للاعتراف بالذين أظهروا المهارات والخبرة اللازمة.
 
خطوات الحصول على الدكتوراه
المدة النموذجية للدكتوراه هي ثلاث إلى أربع سنوات بدوام كامل، أو خمس إلى ست سنوات بدوام جزئي.
 
على عكس معظم برامج الماجستير (أو جميع البرامج الجامعية)، فإن الدكتوراه هي درجة بحثية خالصة، ولكن ذلك لا يعني أنك ستقضي سنوات محبوساً في مكتبة أو مختبر، ففي الواقع الدكتوراه الحديثة هي درجة تحوي العديد من المراحل المختلفة.
 
تكون مراحل الدكتوراه النموذجية عادةً على الشكل الآتي:
1. إجراء استعراض للأدبيات (استطلاع للدراسات الحالية في مجالك).
2. إجراء بحث أصلي وجمع نتائجك.
3. إنتاج أطروحة تقدم استنتاجاتك فيها.
4. الدفاع عن أطروحتك في امتحان شفهي.
 
قد تختلف هذه المراحل قليلاً بين التخصصات والجامعات، ولكنها غالباً لها نفس التسلسل على مدى الثلاث سنوات النموذجية للدكتوراه بدوام كامل.
 
والآن، للتفاصيل:
السنة الأولى من الدكتوراه
تتمحور بداية برنامج الدكتوراه حول تعزيز قدراتك كباحث والحصول على أساس قوي في الدراسات الحالية المتعلقة بموضوعك، كما ستُجري لقاءات أولية مع مشرفك وتناقش خطة عمل تستند إلى مقترح بحثك.
 
ستكون الخطوة الأولى هنا بالتأكيد هي استعراض الأدبيات بتوجيه من مشرفك، حيث ستبدأ في استطلاع وتقييم الدراسات الحالية، وذلك سيساعدك على تحديد موضوع بحثك وضمان أن عملك مبتكر وجديد.
 
استعراض الأدبيات يُعد نقطة انطلاق منطقية لبداية بحثك الخاص وجمع النتائج، كما يمكن أن يشمل ذلك تصميم وتنفيذ التجارب، أو التعمّق في كومة من المصادر الأوليّة.
 
قد تنتهي هذه السنة بفحص MPhil upgrade، يحدث هذا عندما يتم تسجيل طلاب الدكتوراه بشكل مبدئي في درجة MPhil (وهي درجة بحثية في مرحلة الدراسات العليا تُمنح من قبل الجامعات أثناء الدراسة للحصول على الدكتوراه)، ثم يتم ترقيتهم إلى مرشحين لدرجة الدكتوراه بعد تحقيق تقدم كافٍ، وذلك بتقديم نبذة عن استعراض الأدبيات الخاص بك، أو مسودة لنتائج بحثك ومناقشة ذلك مع أعضاء قسمك في امتحان الترقية، وإذا كان كل شيء على مايرام ستستمر بعدها في بحثك كطالب دكتوراه.
 
السنة الثانية من الدكتوراه
قد تكون السنة الثانية هي الفترة التي تقوم فيها بمعظم بحثك الأساسي، ستختلف العملية اعتماداً على مجالك، ولكن سيكون تركيزك الرئيسي على جمع النتائج من التجارب أو الأبحاث الأرشيفية أو الاستطلاعات أو وسائل أخرى.
 
مع تطور بحثك، ستتطور الفرضية (أو دفاعك عنها) التي يقوم عليها بحثك، وقد تبدأ حتى في كتابة الفصول أو أقسام أخرى ستشكل في نهاية المطاف جزءاً من أطروحتك.
 
ستظل تعقد اجتماعات منتظمة مع مشرفيك، سيراقبون تقدمك، وسيقدمون ملاحظات على أفكارك، وربما سيقومون بقراءة أي مسودات تنتجها.
 
السنة الثانية هي أيضاً مرحلة هامة لتطورك كباحث علمي، حيث ستكون ملمّاً بالأبحاث الحالية، وقد تكون بدأت في جمع بعض البيانات الهامة أو تطوير رؤى خاصة بك، لكنك لن تكون قد وصلت بعد لمرحلة التأليف النهائية المطلوبة والتي تستهلك الكثير من الوقت.
 
لذا فإن هذا الجزء من برنامج الدكتوراه الخاص بك هو وقت مثالي للتفكير في تقديم أبحاثك في المؤتمرات الأكاديمية وكسب خبرة تدريسية، أو ربما حتى اختيار بعض الأبحاث للنشر في مجلة أكاديمية.
 
السنة الثالثة من الدكتوراه
يُشار لها باسم مرحلة الكتابة، قديماً كانت هذه السنة الجزء النهائي من تحضيرك للدكتوراه، حيث ستكون مهمتك الرئيسية هي جمع نتائجك وتنقيح أطروحتك، في الواقع الأمر ليس بهذه البساطة، حيث أنّه لأمر شائع أن يظل طلاب الدكتوراه يحاولون ضبط التجارب بدقة، وجمع النتائج أو مراجعة بضع مصادر إضافية، ويحدث هذا في حال كنت قد قضيت جزءاً من السنة الثانية في التركيز على التطوّر المهني.
 
وفي الواقع يحتاج بعض الطلاب لأخذ كامل أو جزء من السنة الرابعة لإنهاء أطروحتهم، وهذا سيعتمد على شروط تسجيلك، وربما تمويل الدكتوراه، ولكن أخيراً ستواجه تحدي كتابة أطروحتك وتقديمها.
 
سيشارك مشرفك بشكل كبير في هذه العملية، حيث سيقرأ مسودتك النهائية وسيخبرك عندما يعتقد أن الأطروحة جاهزة للتقديم.
 
كل ما تبقَّى بعد ذلك هو امتحانك الشفوي النهائي، وهي مناقشة رسمية ودفاع عن أطروحتك، وفيها سيقيّم أطروحتك مدقق (أيّ دكتور) داخلي من جامعتك وخارجي من جامعة أُخرى على الأقل، عادةً هذه هي الإجراءات الوحيدة لتقييم الدكتوراه، وعندما تنجح فستُمنح درجة الدكتوراه!
 
ماذا يعني التحضير للدكتوراه بالفعل؟
يمكنك أن تفكر في المراحل المبيّنة أعلاه كخارطة طريق أساسية للدكتوراه، ولكن الـ الرحلة الفعلية التي ستخوضها كطالب بحث تتضمن العديد من الخطوات الأخرى، وبعض الوجهات الاختيارية ومُرافق أساسي واحد على الأقل.
 
الخطوات كالتالي:
1. إجراء البحوث
من المتوقع بشكل طبيعي أن تقضي معظم وقتك كباحث دكتوراه في القيام بعمل أبحاث، لكن هذا يشمل مجموعة واسعة من الأنشطة، صورة الطالب الذي يعمل بجد في المعمل، أو الجالس مع كومة من الكتب في المكتبة قد تكون صحيحة في بعض الأحيان، خاصة عندما تراقب التجارب أو تجري عرضك النظري.
 
تستطيع أن تأخذك رسالة الدكتوراه في اتجاهات أبعد بكثير من ذلك، فقد تجد نفسك تزور أرشيفات أو مؤسسات لفحص بياناتها أو النظر في مصادر نادرة، حتى قد تحظى بالفرصة لقضاء فترة في مركز بحثي أو مؤسسة أخرى خارج جامعتك.
 
البحث أيضاً بعيد كل البعد عن أن يكون نشاط فردي، لأنّك ستُجري مناقشات منتظمة مع مشرفك، كما قد تتعاون مع طلاب آخرين من حين لآخر، وهذا مُرجّح إذا كنت جزءاً من مختبر كبير أو مجموعة عمل دراسية في نفس المجال الواسع، من المعتاد أيضاً التعاون مع الطلاب الذين تكون مشاريعهم أكثر فردية، فقد تعمل على مشاريع قصيرة المدى تهمك، أو تكون جزءاً من فرق تنظيم الفعاليات والعروض.
 
تُدير العديد من الجامعات أيضاً مجموعات عرض ومناقشة داخلية منتظمة، وهي وسيلة مثاليّة للتعرف على طلاب الدكتوراه الآخرين في قسمك، وتقديم ملاحظات حول أعمال بعضكم البعض في التقدم المستمر.
 
2. العمل مع مشرفك
يتم الانتهاء من جميع مشاريع الدكتوراه بإشراف موجّه أكاديمي واحد على الأقل، حيث سيكون نقطة الاتصال الرئيسية ووسيلة الدعم طوال الدكتوراه، سيكون مشرفك خبيراً في مجال البحث الخاص بك، ولكنه لم يبحث في موضوعك الدقيق من قبل (إذا كان قد فعل ذلك، فإن مشروعك لن يكون كافياً للحصول على درجة الدكتوراه)، لذلك من الأفضل أن تفكر في مشرفك كمرشد بدلاً من معلم.
 
كطالب دكتوراه أنت الآن عالِم مستقل، تدفع حدود مجالك إلى ما هو أبعد عن المعروف حالياً والمدروس، وتقوم بكل هذا للمرة الأولى بالطبع، ولكن مشرفك ليس كذلك.
 
سيعرف المرشد ما هي خطوات إدارة مشروع بحث متقدم على مدى ثلاث سنوات (أو أكثر) وخطوات النجاح، وأيضاً سيعرف الأخطاء التي يمكن أن تحدث، وكيفية رصد علامات التحذير قبل حدوثها، ربما الأهم من ذلك أنه سيكون لديه الوقت والخبرة للاستماع إلى أفكارك ومساعدتك في تقديم الملاحظات والتشجيع أثناء تطوير أطروحتك.
 
تختلف ترتيبات الإشراف الدقيقة بين الجامعات وبين المشاريع، ذلك لأنه:
من الشائع في مشاريع العلوم والتكنولوجيا أن يكون المشرف هو قائد فريق البحث العلمي في مشروع أوسع، أو مسؤولًا عن معمل أو ورشة عمل تشمل عدة طلاب دكتوراه وباحثين آخرين، أمّا في التخصصات الفنية والإنسانية، يكون المشرف أكثر انفصالاً عن طلابه، فقد يُشرف على أكثر من طالب دكتوراه في الوقت نفسه، ولكن كل مشروع  منفصل عن الآخر.
 
من الشائع أيضاً أن يكون لدى طلاب الدكتوراه مشرفين اثنين (أو أكثر)، الأول عادة ما يكون مسؤولاً عن توجيه بحثك الأكاديمي، بينما يكون الثاني أكثر اهتماماً بإدارة برنامجك الدراسي، أي ضمانة لإتمام أي تدريب ضروري والبقاء على المسار الصحيح المحدد لمشروعك.
 
بأي حال أنت تحت الإشراف، حيث سيكون لديك اجتماعات منتظمة لمناقشة العمل ومتابعة تقدمك، كما سيعطيك مشرفك ملاحظات على العمل خلال فترة الدكتوراه، وسيلعب دوراً هاماً مع مرور الوقت: قراءة مسودة الأطروحة النهائية، مساعدتك في اختيار مُمتَحن خارجي والعديد من الأمور الأخرى.
 
3. تطور مهنيّ واتصاليّ وفي شبكة علاقاتك
كانت تُعد درجة الدكتوراه عملية تدريبية تُحضِّر الطلاب لمهن في البحث الأكاديمي، ولذلك غالباً ما تتضمن الدراسة للدكتوراه فرصاً لاكتساب مهارات وخبرات إضافية تشكل جزءاً مهماً من السيرة الذاتية للباحث، حيث لا يقتصر عمل الأكاديميين على إجراء الأبحاث فقط، بل إنهم أيضاً يقومون بتدريس الطلاب ويديرون الأقسام، ويشرفون على أطروحات الدكتوراه.
 
أما الدكتوراه الحديثة فتُعد مؤهل أكثر مرونة، حيث لا ينتهي المطاف بكل الحاصلين على الدكتوراه بالعمل في مجال التعليم العالي، بل يحصل الكثيرون على مهنٍ بديلة قد تكون مرتبطة بتخصصهم أو تستند إلى مهارات البحث المتقدمة التي قد طورتّها درجة الدكتوراه لديهم.
 
بدأت برامج الدكتوراه في إظهار ذلك، حيث يُشدد الكثيرون الآن على المهارات العامة أو تضمين وحدات تدريبية محددة مصممة لمساعدة الطلاب على التواصل وتطبيق أبحاثهم خارج الجامعة، وهذا يعني أنّ القليل جداً من تجارب الحاصلين على الدكتوراه تشمل فقط البحث وكتابة الرسالة.
 
والغالب أنّك ستفعل شيء (أو كل) مما يلي أثناء دراسة الدكتوراه الخاصة بك:
1- التدريس
غالباً ما يُمنح الباحثون الفرصة للتدريس أثناء حصولهم على الدكتوراه، هذا يتضمن تمارين التدريس الجماعية الصغيرة لطلاب البكالوريوس وتوضيح الأساليب والتجارب وتوفير الإرشاد، ويكون العمل عادةً مدفوع الأجر ويقترن بشكل متزايد بالتدريب والتقييم الرسمي.
 
2- عروض تقديمية في المؤتمرات
ستكون في طليعة مجالك بصفتك طالب دكتوراه، حيث ستُجري أبحاثاً جديدة وبالتالي ستحصل على نتائج جديدة، وهذا يعني أن عملك سيكون موضع اهتمام العلماء الآخرين، وأن نتائجك قد تستحق أن تُقدَّم في المؤتمرات.
 
ومثل هذا العمل يستحق العناء بالفعل مهما كانت خططك المهنية، وإليك بعض الفوائد:
• ستكتسب مهارات عامة في الإلقاء والخطابة والتقديم، قابلة للتطبيق في أي تخصصٍ كان.
• ستحصل على ملاحظات حول نتائجك ويبدأ الاعتراف بك كخبير في مجالك.
• تُعتبر المؤتمرات أيضاً أماكن رائعة للتواصل مع الطلاب والأساتذة الآخرين.
 
3- النشر
بالإضافة إلى تقديم أبحاثك، قد تُتاح لك أيضاً فرصة نشر عملك في المجلّات العلمية أو الكتب أو وسائل الإعلام الأخرى، لكن قد تكون هذه عملية صعبة، حيث سيُقيَّم عملك وفقاً لنفس المعايير العالية مثل أي عالِم آخر، وسيخضع عادةً لعملية مراجعة واسعة النطاق، ولكن الأمر مجزٍ للغاية، حيث أن رؤية عملك مطبوعاً يُعتبر بمثابة إضفاء قيمة مذهلة على أبحاث الدكتوراه الخاصة بك وتعزيزاً واضحاً لسيرتك الذاتية الأكاديمية.
 
4- المشاركة والتواصل المجتمعي
قد يرتبط العمل الأكاديمي بأسطورة البرج العاجي، أي مجتمع منعزل من الخبراء يركزون على مواضيع غامضة تُثير اهتمام ضئيل خارج الجامعة، ولكن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة، إذ يُؤكَّد بشكل متزايد أثر البحث العلمي وفوائده المتنوعة على الجمهور، بالإضافة إلى اتخاذ قرارات التمويل وفقاً لذلك.
 
لحسن الحظ تتوفر الكثير من الفرص لتجربة المشاركة المجتمعية كطالب دكتوراه، وغالباً ما تُشارك الجامعات في الفعاليات والمبادرات المحلية لتوصيل فوائد أبحاثها، بدءاً من ورش العمل في المدارس المحلية وحتى المحاضرات والعروض التقديمية العامة.
 
تتضمن بعض برامج الدكتوراه تدريباً مُنظَّماً لمساعدة الطلاب في الأنشطة المذكورة أعلاه، وقد يتمكن المشرف الخاص بك أيضاً من المساعدة من خلال تحديد المؤتمرات المناسبة وفرص المشاركة المجتمعية، أو عن طريق إشراكك في فعاليات الجامعة المناسبة ومبادرات المشاركة المجتمعية.
 
ستكون هذه التجارب جزءاً مهماً من تطورك كباحث، كما ستعزز من قيمة درجة الدكتوراه الخاصة بك بغض النظر عن خططك المهنية.
 
ما الغرض من درجة الدكتوراه، ومَن الذي يجب أن يحصل عليها؟
أنت تعرف الآن ماهية درجة الدكتوراه بالفعل، وما المطلوب للحصول عليها، وما الذي قد تفعله أثناء تحضيرك للحصول عليها، وهذا يترك سؤالاً أخيراً واحداً: هل يجب أن تحصل على درجة الدكتوراه؟ لسوء الحظ، هذا ليس سؤالاً يمكننا الإجابة عنه نيابة عنك.
 
فدرجة الدكتوراه صعبة وتشكل تحدياً فريداً من نوعه، فإنها تتطلب ما لا يقل عن ثلاث سنوات من العمل الجاد والتفاني بعد أن تكون قد حصلت بالفعل على شهادو جامعية (وربما درجة الماجستير أيضاً)، كما ستحتاج إلى إعالة نفسك خلال تلك السنوات، وعلى الرغم من أنك ستعمل على بناء مجموعة رائعة من المهارات، إلا أنك لن تحقق تقدماً مباشراً في حياتك المهنية.
 
لكن درجة الدكتوراه مجزية للغاية أيضاً، إنها فرصتك لتقديم مساهمة حقيقية في مجموع المعرفة البشرية، وإنتاج عمل يمكن للباحثين الآخرين البناء عليه (وسيفعلون) في المستقبل، بغض النظر عن مدى غموض موضوعك، ليس هناك حقاً ما يسمى بدرجة الدكتوراه عديمة الفائدة.
 
كما أن درجة الدكتوراه أيضاً شيء يجب أن تفخر به للغاية، فعدد قليل نسبياً من الناس يواصلون العمل الأكاديمي في هذا المستوى، بغض النظر عمّا ستفعله بعد الدكتوراه، سيكون لديك مؤهل رائع ولقب يضاهيه، والجدير بالذكر أن المهن والوظائف غير الأكاديمية تُدرك بشكل متزايد المهارات والخبرة الفريدة التي تقدمها درجة الدكتوراه.
 
هل درجة الدكتوراه مناسبة لي؟
هناك المزيد من النصائح حول قيمة درجة الدكتوراه والأسباب الجيدة للحصول عليها في مكان آخر في هذا القسم، ولكن فيما يلي بعض النصائح السريعة إذا كنت قد بدأت للتو في التفكير في الحصول على درجة الدكتوراه.
 
1. تحدث إلى المحاضرين / المدرسين
أفضل الأشخاص الذين يمكن سؤالهم عن دراسة الدكتوراه هم الأشخاص الذين حصلوا عليها، اسأل الموظفين في جامعتك الحالية أو السابقة عن تجربتهم في بحوث الدكتوراه، ما الذي استمتعوا به في هذه التجربة؟ وما لم يستمتعوا به؟ وما هي نصائحهم؟
 
إذا كنت تفكر في الحصول على درجة الدكتوراه لمهنة أكاديمية، اسأل عن ذلك أيضاً، مثلاً هل فرص العمل جيدة في مجالك؟ وما هو شعور العمل في جامعة؟
 
2. تحدث إلى طلاب الدكتوراه الحاليين
هل تريد معرفة شعور دراسة الدكتوراه الآن؟ أو ما شعور إجراء البحوث في جامعة معينة؟ اسأل شخصاً يعرفه، طلاب الدكتوراه الحالييون كانوا مثلك تماماً قبل عام أو عامين، ويُسعد معظمهم بالإجابة على الأسئلة.
 
3. ألقِ نظرة على المشروعات والبرامج المعلن عنها
قد يبدو هذا اقتراحاً غريباً، ففي نهاية المطاف ستدرس درجة دكتوراه واحدة فقط، لذا ما هي الفائدة من القراءة عن الكثير غيرها؟ لكن مراجعة تفاصيل مشروعات الدكتوراه المختلفة طريقة رائعة للحصول على فكرة عامة حول البحوث المتعلقة بدرجة الدكتوراه، سترى ما تميل درجات الدكتوراه المختلفة إلى مشاركته، وما هي الفرص الفريدة التي قد تكون متاحة لك.
 
المصدر: من هنا
ترجمات

إضافة تعليق جديد

ضع إعلانك هنا
ضع إعلانك هنا
ضع إعلانك هنا
ضع إعلانك هنا