×
+963956695777

تعلّم كيف تتعلّم

advertisment
تعلّم كيف تتعلّم
 
المفتاح للتعلم الفعّال هو فهم وتطبيق المعرفة في الحالات العملية، بالتأكيد هناك طرق متعددة لتحقيق هذا الهدف، تعتمد على أيّ نوع من المتعلمين أنت، وموضوع الدراسة، والتقنيات المختلفة التي ستستخدمها في الدراسة.
 
دعونا نبدأ بالحديث عن الدافع، ما يدفعك للتعلّم مهم جداً لأنه يجب ألا تتعلم من أجل اجتياز امتحان فقط، يجب أن تتعلم حتى يبقى شيء معك على المدى الطويل، على الرغم من أنه من الطبيعي نسيان جزء من تلك المعلومات، بالطبع ستنسى جزءاً كبيراً منها، ولكن يجب أن تبقى الأساسيات معك بعد اجتياز الاختبار، التحلي بهذه العقليّة قبل أن تبدأ في الدراسة الفعلية سيغير تعاملك مع المحتوى الذي ترغب في تعلُّمه، بدلاً من استخدام الحيل والتكرار وأشياء أخرى قد تساعدك على تذكّر المعلومات لفترة وجيزة، عليك أن تبذل جهداً حقيقياً لتفهم وتعثر على استخدامات لهذه المعرفة.
 
النقطة الثانية التي أودُّ التأكيد عليها هي أنك ستجد الكثير من المعلومات حول كيفية التعلم، وأفضل تقنيات الدراسة وما إلى ذلك، ولكن ما يهم أكثر هو أن تجد ما يناسبك، عليك أن تتأمل نفسك قليلاً وتتعرف عليها، وإذا فشلت في اختبار أو امتحان بسبب كون دراستك غير فعّالة، فخذْ ذلك على أنه أمرٌ إيجابي لأنه سيعلمك الكثير عن عملية التعلم الخاصة بك.
 
الأنواع الأربعة لأنماط التعلّم
قبل أن ندخل في تقنيات الدراسة دعونا نفهم أولاً أنواع المتعلمين المختلفة، وفقاً لجامعة ويلفريد لورير (Wilfrid Laurier)، هناك أربعة أنواع من أنماط التعلم، تستند في الغالب إلى الحس الذي نستخدمه بشكل رئيسي لاكتساب معارف جديدة.
 
1. المتعلم البصري:
كما يوحي اسمه، يقوم المتعلمون البصريون بمعالجة وتعلم المعلومات الجديدة من خلال رؤيتها، هذا يعني أن قراءة الكثير من النصوص أو الاستماع إلى شخص لن يساعدك حقاً على تذكر الأشياء، يجب عليك استخدام صور ورسوم بيانية ورموز ومخططات انسيابيّة من أجل مساعدتك على تذكر المعلومات، يمكنك أيضاً استخدام التشفير بالألوان واستبدال بعض الكلمات المتكررة برمز، سيكون من الأسهل بالنسبة لك تذكر تلك الصورة بدلاً من الكلمة نفسها.
 
2. المتعلم السمعي:
إذا كنت من نوع الطالب الذي يتعلم بشكل أفضل من خلال الاستماع، فهذا يعني أن الندوات وورش العمل والمحاضرات مهمة لك جداً، بالإضافة إلى ذلك يجب عليك قراءة النص الذي تدرسه بصوت عال، ومناقشته مع شخص آخر إذا كان ذلك ممكناً، أو محاولة تعليمه لشخص آخر، نظراً لحساسيتك للإشارات الصوتية، فمن المحتمل أن تتذكر نبرة الصوت وحتى تكون قادراً على استرجاع المعلومات استناداً إلى التغيّرات في النبرة، من المحتمل أن تكون الموسيقى مفيدة لك أيضاً، لكن تذكر أن تستمع إلى شيء قليل الإزعاج والصخب بحيث يعمل كموسيقى خلفية ترافق المعلومات التي تقوم بدراستها.
 
3. المتعلم القارئ/الكاتب:
كما يمكن تصوّره، يستطيع هذا النوع من المتعلمين جمع المعلومات بشكل أفضل من خلال القراءة والكتابة، ومن الناحية العملية يعني ذلك أن أسهل طريقة لهم للتعلم هي قراءة المناهج والملاحظات، ومن ثم البدء في كتابتها، من المفيد أيضاً كتابتها بكلماتك الخاصة، إذا لم تتمكن من فعل ذلك بشكل جيد بما فيه الكفاية، فإن ذلك يعني على الأرجح أنك لم تفهمها تماماً لذلك هي تحتاج المراجعة.
 
4. المتعلم الحركي:
إذا كنت من المتعلمين الحركيين، فهذا يعني أنك تتعلم من خلال الفعل، وبالتالي تستخدم جميع الحواس في هذه العملية، كما يعني أنه يجب عليك تطبيق المعرفة في المواقف العملية، والقيام بتمارين وإدخال الحركة في جلسات الدراسة قدر الإمكان، قد يأتي هذا بشكل طبيعي أو أسهل في بعض مجالات الدراسة التي تكون أكثر عمليّة، ولكن قد يبدو غير منطقي للبعض مثل العلوم الإنسانية (كعلم التاريخ، والقانون، والفلسفة، والاجتماع، والإعلام، والعلوم السياسية، والدراسات الدينيّة، واللغات، ...)، في هذه الحالة ستحتاج إلى أن تصبح أكثر إبداعاً، على سبيل المثال، يمكنك إنشاء محاضرة وهميّة بنفسك وتقديمها أمام حيوانك الأليف أو زميل سكنك، مع الحرص على دمج أكبر عدد ممكن من الإشارات الحسية.
 
أفضل النصائح للدراسة
الآن بعدما قد تبين لك نوع المتعلم الذي أنت عليه، حان الوقت للاطلاع على بعض النصائح الفعالة للدراسة، هذه الأفكار تبدو معقولة وستساعدك بالتأكيد، ولكن يجب عليك أن تختار ما يتناسب معك، وإذا كنت غير متأكد فقط جرب وراقب النتيجة، الطلاب الذين يحققون درجات عالية بشكل مستمر عادةً ما يتّبعون قواعد مشابهة تساعدهم على التعلم بشكل أكثر كفاءة، لأنه ليس ضرورياً كم تدرس بجدية وإنما كيف تفعل ذلك.
 
جرب تطبيق هذه الخطوات البسيطة:
1- اعرف نفسك: افهم ما هي نقاط قوتك وضعفك في مختلف المواد وأجزاء معينة من المادة، ركز على نقاط الضعف وابحث عن مساعدة لتحسين فهمك من المدرسين الخصوصيين، زملاء الصف، مقاطع الفيديو على يوتيوب، إلخ...
 
2- كن ملتزماً: ما يناسب الآخرين قد لا يناسبك، ولكن ابحث عن نقاط القوة لإنشاء جدول دراسي مناسب والتزم به.
 
3- اخلق حافزاً لنفسك: لماذا تريد أن تتعلم وتصبح أفضل في الموضوع الذي اخترته للدراسة؟ يجب أن تكون قادراً على الإجابة على هذا السؤال، بمجرد أن تعرف الإجابة، سيكون دافعك أقوى بكثير، وسيكون التعلم أسهل.
 
4- ضع أهدافاً صغيرة: يؤثر الدافع عليك على المدى الطويل، حيث سيجعلك مصمماً ويبقيك مركزاً على هدف كبير، ولكن يجب عليك أن تكون عملياً في تعلمك أيضاً، هنا سيساعدك تحديد الأهداف الصغيرة فهي أسهل لإنجازها، وتمنحك الشعور بالإنجاز، وتساعدك في الوصول إلى هدفك الأكبر خطوة بخطوة.
 
ما هو أفضل وقت للدراسة؟
غالباً ما ستكون الإجابة على هذا السؤال هي ساعات الصباح عندما يكون دماغك مرتاحاً وضوء الشمس يبقيك متنبهاً، ولكن يشير علم الساعات البيولوجية أو العلم الذي يدرس إيقاع دوراتنا اليومية (بعبارة أبسط، كيفية أداء عقولنا وأجسامنا في أوقات مختلفة من النهار والليل)، إلى أن هناك ساعات محددة تتناسب أكثر مع أنشطة معينة وأن للناس إيقاعات طبيعية مختلفة، وفقاً للدكتور مايكل بروس (Dr Michael Breus) في كتابه "قوة التوقيت (The Power of When)"، هناك نافذتان خلال اليوم عندما يكون الدماغ أكثر استعداداً لتعلم شيء جديد: من 10 صباحاً حتى 2 ظهراً ومن 4 مساءً حتى 10 مساءً، بينما يعتبر أسوأ وقت للتعلم هو من 4 صباحاً حتى 7 صباحاً.
 
ما هو أفضل مكان للدراسة؟
قد يكون تخصيص مكان معين للتعلم مفيداً، بهذه الطريقة عندما تدخل إلى تلك المساحة سيعرف عقلك أنه "الآن حان وقت الدراسة"، لذا سيكون من الأسهل أن تصبح منتجاً، ومع ذلك بالنسبة لبعض الأشخاص (خاصة الذين يتعلّمون بشكل حركي) قد لا تكون فكرة الدراسة دائماً في نفس المكان هي الأفضل، قد يساعدك تغيير مكان الدراسة في البقاء مركزاً على المادة الدراسية، ربما في يوم واحد تذهب إلى المكتبة، وفي يوم آخر إلى الحديقة، وفي يوم آخر تجلس على مكتبك، وفي يوم آخر تدرس من السرير، اختبر أماكن متعددة لتعرف ما يناسبك.
 
كيف تدرس؟
إذا كنت تسأل عن كيفية البدء في الدراسة، فإحدى أهم النصائح للتركيز على الدراسات هو الابتعاد عن المشتتات، لا تشاهد التلفاز، ولا تلعب ألعاب الفيديو، ولا تتحدث مع أصدقائك، ولا تستمع إلى موسيقى مشتتة، ولا تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، ولا تجيب على المكالمات والرسائل على هاتفك، إذا كنت تدرس فلا تفعل شيئاً آخر، بالطبع بشكل عام هذه نصائح جيدة وتستحق أن نجربها جميعاً، ومع ذلك هناك آراء متضاربة، كريس ألكسندر (Kris Alexander) أستاذ تصميم ألعاب الفيديو في جامعة تورونتو الحضرية (Toronto Metropolitan University)، يحكي قصة مقدرته على التركيز خلال محاضرة في سنته الأخيرة من خلال لعب لعبة فيديو، السبب هو أن المحاضرة كانت مستندة إلى النصوص بشكل كبير والطريقة الأساسية للتعلم كانت الاستماع، لذا ساعده اللعب في التركيز على صوت الأستاذ بدلاً من الشرائح التي تحتوي على الكثير من النص.
 
ثلاث تقنيات دراسيّة شهيرة للطلاب
الآن بعد أن حصلت على فهم أفضل لنوع المُتعلّم الذي تنتمي إليه وما هي التوصيات العامة لتجربة دراسية أكثر كفاءة، يمكنك الاطلاع على بعض التقنيات التعليمية.
 
• تقنية فينمان (Feynman)
هي طريقة تعلم وضعها ريتشارد فينمان(Richard Feynman)، الفيزيائي الحائز على جائزة نوبل الذي ادّعى أنه يدين بنجاحه العلمي للطريقة التي تعلم بها وليس لذكائه الفطري، ووفقاً له يمكن لأي شخص تحقيق نتائج مماثلة له إذا تعلم بالطريقة الصحيحة، تتضمن الطريقة تفكيك المفاهيم المعقدة وشرحها بطرق بسيطة لفهمها وتذكرها بشكل أفضل.
 
تتضمن الطريقة أربع خطوات بسيطة:
1- اختر ما تريد تعلمه: يمكن أن يكون موضوعاً أو مفهوماً وما إلى ذلك، اكتبه في أعلى الصفحة كعنوان وابدأ في كتابة كل ما تتعلمه عنه.
 
2- شرحه بطرق بسيطة: يجب عليك شرح كل ما تفهمه حول هذا الموضوع بطريقة يمكن لطفل يبلغ من العمر 12 عاماً أن يفهمه أيضاً. ووفقاً لفينمان، إذا لم تستطع شرحه بطرق بسيطة، فإنك فقط لم تفهمه بشكل جيد بعد.
 
3- العودة إلى المصادر: إذا وجدت أن شروحاتك لا تزال محيّرة أو غير قابلة للتطبيق، أو لا تزال تستخدم مصطلحات معقدة، فإنك بحاجة إلى فهم الموضوع بشكل أفضل، لذلك يجب عليك العودة إلى المصادر والتأمل فيما تعلمته وصقل معرفتك ثم تبسيطها بشكل أكبر.
 
4- المراجعة والتعليم: يمكنك محاولة تعليم شخص آخر كل ما تعلمته، بالإضافة إلى ذلك، فكر في بعض التشابهات التي ستساعدك على جعل نقاطك أوضح، إذا فهموا كل شيء، فأنت على الصواب، إذا لم يفهموا، كرر الخطوة الثالثة.
 
• تقنية بومودورو (Pomodoro)
هي أساساً طريقة لإدارة الوقت تم تطويرها من قبل فرانسيسكو سيريلو (Francesco Cirillo) في أواخر الثمانينيات، استلهمت الطريقة اسمها من المؤقت الإيطالي المستخدم في المطبخ بشكل يشبه الطماطم ويسمى "بومودورو"، استخدم سيريلو هذا المؤقت لتقسيم وقت عمله ودراسته إلى فترات تعلّم تستمر ٢٥ دقيقة، وتُتبع كل جلسة بفترة استراحة قصيرة تستمر ٥ أو ١٠ دقائق، حيث إن هذه الطريقة تحسن تركيزك وإنتاجيتك.
 
• الخرائط الذهنية
هي أدوات بصرية يمكن استخدامها للدراسة، على الرغم من أنها ليست محصورة في هذا الاستخدام، فهي ببساطة تعني تنظيم المعلومات بطريقة بصرية حتى تتمكن من رؤيتها جميعاً في نفس الوقت تماماً كما في الخريطة.
 
لإنشاء خريطة ذهنية للدراسة، اتبع هذه الخطوات:
1- ضع الموضوع الرئيسي أو المفهوم في وسط صفحتك الفارغة، اكتبه بطريقة واضحة وموجزة.
 
2- حدد الأفكار الرئيسية أو العناصر الفرعية المتعلقة بفكرتك المركزية وأنشئ فروعاً تشع من الوسط.
 
3- أضف فروعاً إضافية لتمثيل التفاصيل الداعمة أو العناصر الفرعية لكل فكرة رئيسية.
 
4- تذكر استخدام الكلمات الرئيسية والعبارات الموجزة بدلاً من كتابة جمل طويلة، يمكنك أيضاً استخدام الصور والرموز والألوان لجعل استيعاب المعلومات وتذكرها أسهل.
 
5- ابحث عن العلاقات والروابط بين الأفكار أو العناصر الفرعية المختلفة، واربطها بخطوط أو سهام أو عناصر بصرية مناسبة أخرى.
 
الآن بعد أن تم إعداد خريطتك، يمكنك النظر إليها بقدر ما ترغب وحتى تعلقها على الحائط لتراها طوال الوقت، الشيء الرائع في الخرائط الذهنية هو أنها تساعدك على فهم الأفكار المعقدة واسترجاع المعلومات بسهولة.
 
وهكذا نستنتج أن الدراسة الفعالة تتضمن فهم نمط تعلمك، واكتشاف ما يناسبك، وتطبيق تقنيات الدراسة الملائمة، وتذكر أن الدافع يلعب دوراً كبيراً في التعلم على المدى الطويل، حيث يشجع على فهم أعمق للمادة وتطبيقاتها العمليّة.
 
المصدر: من هنا
ترجمات

إضافة تعليق جديد

ضع إعلانك هنا
ضع إعلانك هنا
ضع إعلانك هنا
ضع إعلانك هنا