الجسور والحدود: رحلة التكيف
في الحرم الجامعي الصاخب لكلية الاقتصاد بجامعة دمشق، التي تقع في قلب مدينة العاصمة النابضة بالحياة، شرعت "سارة فهد" في رحلة من شأنها أن تعيد تعريف فهمها لنفسها ومكانتها في العالم.
بعد تخرجها حديثًا من المدرسة الثانوية، دخلت سارة الجامعة بمزيج من الإثارة والخوف، وقد حملت معها أحلامها وشكوكها بنفس القدر.
كانت السنة الأولى مليئة بالتجارب الجديدة؛ كانت سارة دائما شخصا متحفظا ومتأملا، وجدت نفسها في بوتقة تنصهر فيها الشخصيات والأفكار والثقافات.
كما وجدت سارة الفصول الدراسية صعبة، ليس فقط من الناحية الأكاديمية ولكن من الناحية الاجتماعية. لقد كافحت لإثبات وجودها في قاعات المحاضرات الكبيرة المليئة بالشخصيات الواثقة، وللتنقل في الديناميكيات الاجتماعية المعقدة للحياة الجامعية.
كانت الحرية مبهجة ولكنها شاقة أيض، لقد تعلمت كيفية إدارة وقتها وأموالها ومسؤولياتها، غالبا من خلال التجربة والخطأ. وكانت الانتصارات الصغيرة، مثل طهي وجبة جيدة أو إنجاز مهمة صعبة، بمثابة علامات بارزة في اعتمادها المتزايد على نفسها.
كان أحد أكثر المسارات التحويلية في حياتها الجامعية هو مشاركتها في النادي البيئي. نظرا لشغفها بالحفاظ على البيئة، وجدت سارة إحساسا بالهدف والانتماء، ومن خلال عملها في مشاريع، بدءا من مبادرات إعادة التدوير في الحرم الجامعي وحتى حملات التوعية المجتمعية، بدأت ترى تأثير الجهد الجماعي، وقد عززت هذه المشاركة مهاراتها القيادية وأشعلت الحماس بداخلها لإحداث تغيير في العالم.
ومع ذلك، لم تكن الحياة الجامعية خالية من التحديات. واجهت سارة انتكاسات أكاديمية هزت ثقتها بنفسها. أدى الفصل الدراسي الصعب بشكل خاص، والذي كان مليئا بدرجات أقل من المتوقع والمقررات الدراسية الصعبة، إلى أزمة ثقة! شككت في قدراتها وقرارها بمتابعة تخصصها.
وفي هذه المرحلة الصعبة التقت سارة بالدكتورة دارين، مدرسة الأدب لديها، التي لاحظ كفاحها وقدمت لها التوجيه، وشجعتها على تقبل التحديات التي تواجهها باعتبارها فرصا للنضج. إيمانه بقدراتها أعاد إحياء ثقتها بنفسها.
لحظة مهمة أخرى لاكتشاف الذات جاءت من صداقة غير متوقعة. التقت سارة بديمة، والتي كانت روحها المنفتحة والمغامرة تتناقض بشكل صارخ مع طبيعة سارة الأكثر تحفظا. ومن خلال صداقتهما، اكتشفت سارة جوانب جديدة من شخصيتها للخروج من منطقة الراحة الخاصة بها، مما أدى إلى تجارب لم تتخيلها أبدا.
عندما اقتربت سارة من نهاية رحلتها الجامعية، فكرت في الشخص الذي أصبحت عليه، لم تعد تلك الطالبة الجديدة الخجولة التي دخلت الحرم الجامعي بخطوات غير مؤكدة، لقد نمت لتصبح شخصا واثقا من نفسه، واعيا بذاته، ومستعدًا لمواجهة العالم بإحساس أوضح بالهدف والهوية.
كان يوم التخرج أكثر من مجرد تتويج لجهودها الأكاديمية؛ لقد كان احتفالا برحلتها الشخصية، أثناء سيرها عبر المدرج، وفي يدها الدبلوم، أدركت سارة أن أهم الدروس التي تعلمتها كانت عن نفسها، لم تؤد تحديات وفرص الحياة الجامعية إلى إعدادها للعمل فحسب، بل صقلت شخصيتها وعلمتها المرونة والقدرة على التكيف وأهمية متابعة الشغف.
إضافة تعليق جديد